فصل: (سورة البقرة: آية 256):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{الحيّ} من صفات اللّه، هو صفة مشبّهة من حيي يحيا الباب الرابع، وزنه فعل بسكون العين وفتح الفاء.
{القيّوم} من صيغ المبالغة وزنه فيعول، فيه إعلال بالقلب، أصله قيووم لأنه من قام بالأمر يقوم إذا دبّره.. اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى فأصبح القيّوم.
{سنة} فيه إعلال بالحذف، فهو من فعل وسن يسن باب ضرب، حذفت فاؤه من المضارع ومن المصدر سنة كما يقال عدة، وزنه علة بكسر العين.
{نوم} مصدر سماعيّ لفعل نام ينام باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
كرسيّ، اسم جامد قيل أصله من تركّب الشيء بعضه على بعض، ومنه الكرّاسة لتركّب بعض أوراقها على بعض، والكرسيّ سمي بذلك لتركّب خشبة بعضه على بعض.. وفي المصباح وتكرّس فلان احطب وغيره إذا جمعه، ومنه الكرّاسة بالتثقيل، وزنه فعليل بضمّ الفاء.
حفظ، هو مصدر حفظ يحفظ باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون.
{العليّ} صفة مشبّهة من فعل علا يعلو، فيه إعلال بالقلب لأن أصله عليو بسكون الياء اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى وزنه فعيل.

.البلاغة:

الإيجاز: فقد تضمنت آية الكرسي من الإيجاز ما لا مطمع فيه لتقليد أو محاكاة ويمكن أن نقول: إن البيان اتحد بالمبين في تصوير الملك الحقيقي الذي لا ينازع فيه بأرشق عبارة وأدق وصف، وفيها ما يسمى بالفصل في علم المعاني، وهو حذف العاطف للدلالة على أن كل صفة من صفات هذا الملك العظم مستقلة بنفسها.
وقد تضمنت إيجاز الإيجاز وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا فيها اسم اللّه تعالى ظاهرا في بعضها ومستكنّا في بعضها الآخر.

.[سورة البقرة: آية 256]:

{لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انْفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)}.

.الإعراب:

{لا} نافية للجنس {إكراه} اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب {في الدين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لا {قد} حرف تحقيق {تبيّن} فعل ماض {الرشد} فاعل مرفوع {من الغيّ} جار ومجرور متعلّق ب {تبيّن} بتضمينه معنى تميّز الفاء عاطفة تفريعيّة من اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {يكفر} مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {بالطاغوت} جارّ ومجرور متعلّق ب {يكفر} الواو عاطفة {يؤمن} مثل يكفر ومعطوف عليه {باللّه} جار ومجرور متعلّق ب {يؤمن} الفاء رابطة لجواب الشرط {قد} حرف تحقيق {استمسك} مثل تبيّن والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {بالعروة} جارّ ومجرور متعلّق ب {استمسك} {الوثقى} نعت للعروة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف لا نافية للجنس {انفصام} مثل إكراه اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا، الواو استئنافيّة {اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {سميع} خبر مرفوع {عليم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {لا إكراه في الدين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قد تبين الرشد} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {من يكفر} لا محلّ لها معطوفة على جملة تبيّن.
وجملة: {يكفر} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {يؤمن} في محلّ رفع معطوفة على جملة يكفر.
وجملة: {قد استمسك} في محلّ جزم فعل الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: {لا انفصام لها} في محلّ نصب حال من العروة.
وجملة: {اللّه سميع} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{إكراه} مصدر الفعل أكره، وزنه إفعال.
{الرشد} مصدر رشد يرشد باب نصر وزنه فعل بضمّ فسكون، والرشد بفتحتين مصدر رشد يرشد باب فرح يفرح وزنه فعل بفتحتين.
{الغيّ} فيه إعلال بالقلب أصله الغوي بسكون الواو، جاءت الواو ساكنة وبعدها الياء، قلبت الواو إلى ياء ودغمت مع الياء الثانية، وزنه فعل بفتح فسكون وهو مصدر غوي يغوي.
{الطّاغوت} مصدر في الأصل مثل ملكوت، وهو من فعل طغا يطغو الواويّ، أو من طغى يطغى اليائيّ، والتاء فيه زائدة، وفيه تقديم وتأخير وإعلال بالقلب، تقدّمت لام الكلمة على عينها فصار طوغوتا أو طيغوتا، تحرّك حرف العلّة وانفتح ما قبله قلب ألفا فأصبح طاغوتا وزنه فلعوت.
وبعضهم يجعل التاء مبدلة من لام الكلمة- أي ليست زائدة- فلا تقديم ولا تأخير ولا إعلال وزنه حينئذ فاعول.
{العروة} في الأصل موضع شدّ اليد، وأصل المادّة تدلّ على التعلّق، ومنه عروته إذا ألممت به متعلّقا به، ومنه اعتراه الهمّ تعلّق به، ووزن العروة فعلة بضمّ فسكون.
{الوثقى} مؤنّث الأوثق، اسم تفضيل محلّى ب (ال) وجب مطابقته مع ما قبله في التأنيث وزنه فعلى بضمّ الفاء.
{انفصام} مصدر انفصم، خماسيّ مبدوء بهمزة وصل يأتي مصدره على وزن ماضيه بكسر الحرف الثالث وإضافة ألف قبل الأخير، وزنه انفعال.

.البلاغة:

في {العروة} استعارة تصريحية {استمسك} ترشيح لها أو استعارة أخرى تبعية، ويجوز أن يجعل الكلام تمثيلا مبنيا على تشبيه الهيئة العقلية المنتزعة من ملازمة الحق الذي لا يحتمل النقيض بوجه أصلا، لثبوته بالبراهين النيرة القطعية بالهيئة الحسية المنتزعة من التمسك بالحبل المحكم المأمون انقطاعه.

.[سورة البقرة: آية 257]:

{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (257)}.

.الإعراب:

{اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {وليّ} خبر مرفوع {الذين} اسم موصول في محلّ جرف مضاف إليه {آمنوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل يخرج مضارع مرفوع وهم ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {من الظلمات} جارّ ومجرور متعلّق بيخرج، {إلى النور} جارّ ومجرور متعلّق بيخرج، الواو عاطفة {الذين} مثل الأول مبتدأ في محلّ رفع {كفروا} مثل آمنوا أولياء مبتدأ مرفوع وهم ضمير مضاف إليه {الطاغوت} خبر مرفوع يخرجون مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل وهم ضمير مفعول به {من النور} جارّ ومجرور متعلّق بيخرج، {إلى الظلمات} جارّ ومجرور متعلّق بيخرج، أولاء اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب {أصحاب} خبر مرفوع {النار} مضاف إليه مجرور {هم} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ في حرف جرّ وها ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {خالدون} وهو خبر المبتدأ هم، مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: {اللّه وليّ} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الأول.
وجملة: {يخرجهم} في محلّ نصب حال من الفاعل أو من المفعول.
وجملة: {الذين كفروا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثاني.
وجملة: {أولياؤهم الطاغوت} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة: {يخرجونهم} في محلّ نصب حال من المبتدأ أو الخبر.
أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {أولئك أصحاب} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هم فيها خالدون} في محلّ نصب حال من أصحاب النار.

.الصرف:

{وليّ} صفة مشبّهة من فعل ولي يلي باب وثق وزنه فعيل، اجتمعت ياء فعيل مع لام الكلمة فشدّدت. جمعه أولياء انظر الآية 107 من هذه السورة.
{الظلمات} جمع الظلمة، اسم بمعنى ذهاب النور، مشتقّ من ظلم يظلم الليل باب فرح، ووزن الظلمة فعلة بضمّ فسكون، وثمّة جمع آخر للظلمة هو ظلم بضمّ ففتح وظلمات بضمّ فسكون وظلمات بضم ففتح. انظر الآية 17 من هذه السورة.
{النور} الاسم من نار ينور الشيء باب نصر وهو الضوء، وزنه فعل بضمّ فسكون، جمعه أنوار ونيران.

.البلاغة:

1- إفراد النور لوحدة الحق كما أن جمع الظلمات لتعدد فنون الضلال. وهذا سرّ بلاغيّ عجيب.
2- الاستعارة التصريحية: في استعارة الظلمات والنور للضلال والهدى.
- فإن قلت كيف يخرج الكفّار من النور مع أنهم لم يكونوا في نور.
قلت: هذا فن عجيب من فنون البلاغة وهو نفي الشيء بإيجابه وفحواه أن المتكلم يثبت شيئا في كلامه وينفي ما هو من سببه مجازا، والمنفي في باطن الكلام حقيقة هو الذي أثبته.

.[سورة البقرة: آية 258]:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام التعجبيّ لم حرف نفي وقلب وجزم {تر} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، {إلى} حرف جرّ {الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب {ترى} وفي الكلام حذف مضاف أي قصّة الذي حاجّ.. {حاجّ} فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره هو {إبراهيم} مفعول به منصوب ومنع من التنوين للعلمية والعجمة في ربّ جارّ ومجرور متعلّق ب {حاجّ} والهاء ضمير مضاف إليه، أن حرف مصدريّ آتى فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف اللّه لفظ الجلالة فاعل مرفوع الملك مفعول به ثان والهاء مفعول به أول.
والمصدر المؤوّل {أن آتاه اللّه} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي لأن آتاه اللّه.. فهو في معنى المفعول لأجله متعلّق ب {حاجّ}.. إذ ظرف لما مضى من الزمان في محلّ نصب متعلّق بفعل حاجّ {قال} فعل ماض {إبراهيم} فاعل مرفوع ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة ربّ مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الباء منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة والياء ضمير مضاف إليه {الذي} مثل الأول في محلّ رفع خبر {يحيي} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد الواو عاطفة {يميت} مضارع مرفوع والفاعل هو. {قال} مثل الأول والفاعل يعود إلى المحاجج {أنا} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {أحيي} مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا الواو عاطفة {أميت} مثل أحيي {قال إبراهيم} مثل الأولى الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر أي إن زعمت أنّك قادر فإن اللّه. إنّ حرف مشبّه بالفعل للتوكيد {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {يأتي} مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {بالشمس} جارّ ومجرور متعلّق ب {يأتي} {من المشرق} جارّ ومجرور متعلّق ب {يأتي} الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر ائت، فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بائت، {من المغرب} جارّ ومجرور متعلّق بائت، الفاء عاطفة {بهت} فعل ماض بصيغة المجهول ولكنّ معناه معلوم، {الذي} اسم موصول فاعل {كفر} فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. الواو استئنافيّة {اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {لا} نافية {يهدي} مثل يحيي {القوم} مفعول به منصوب {الظالمين} نعت للقوم منصوب مثله وعلامة النصب الياء.
جملة: {ألم تر} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {حاجّ} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {أتاه اللّه الملك} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {قال إبراهيم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {ربّي الذي يحيي} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يحيي} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي} الثاني.
وجملة: {يميت} لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي.
وجملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {أنا أحيي} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أحيي} في محلّ رفع خبر المبتدأ أنا.
وجملة: {أميت} في محلّ رفع معطوفة على جملة أحيي.
وجملة: {قال إبراهيم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّ اللّه يأتي} جواب شرط مقدّر.
وجملة: الشرط مقول القول.
وجملة: {يأتي بالشمس} في محلّ رفع خبر انّ.
وجملة: {ائت بها من المغرب} في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنت قادرا فأت بها.
وجملة: {بهت الذي} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: {كفر} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي} الثالث.
وجملة: {اللّه لا يهدي} لا محلّ لها استئنافيّة..
وجملة: {لا يهدي} في محلّ رفع خبر المبتدأ {اللّه}.